كان سفيرًا لأمريكا بالبلاد.. وأصبح فجأة يهوىٰ تجمع النّاس والعباد.. ليحضر حلقات الموالد بما فيها من جهل ومفاسد..
أمّا بالهند فكان نظيره البريطاني.. يغسل وجهه ببول "البقرة المقدّسة" احتفالًا.. ويقف حال عبورها بالطّريق إجلالًا.
في ذات الغفلة من الوقت تكالبت علينا الحملات والإعلانات تُروج لصَرٔعات الأزياء وأشكال الحجاب والملبوسات.. مروجين لشعار "المرأة تُباع وتُشترىٰ".. حتى بات رداء المحجبة بحزام ضيق على الخصر.. ولا بأس بقليل من الشّعر.. يُزين جبينها ويطل بعناية فائقة من تحت حجابها..
والملبس الضّيق الملتصق أصبح يتشابه مع عروس البحار في الأساطير والأشعار.. وباتت اللوحات التّشكيلية تُرسَم على الوجه بإتقان وإمعان باستخدام المساحيق والألوان.. والعطور المُلقاة على الأجساد تفوح وتضوع.. تُنعش الحجَر والمدَر فتبوح وتلوح.
أما حال "أعراسنا".. فقد استغنينا عن الرّاقصة وأضحت كل بناتنا وأمهاتنا فبالحجاب مُزدانات كأنهن الراقصات الحاذقات.. ودونما استغراب.. تتنافسن وتتبارين في الهزّ واللوي.. والإتيان بحركات ومهارات لم تنزل "مدارس الرّقص" بها من سُلطان.
وتلك حفلات رقص ومجون بمهرجانات المغنيين ومُدّعي الفنون.. يُحضّر لها الآن.. وموسم الإجازات يطرق البيوتات.. وأصوات وصراخ وتَلاصق للأجساد يشعل الرّغبات.. لدى شباب وشابات غض لم تحصنهم أديان.. ولا يملكون نفقات زواج تعف به الأبدان.
أمّا المغنّيون الذين هُم لرموز الشّذوذ واللواط والماسونية يُرَوجون -عن جهْلٍ منهم- فحدّث ولا حرج عن المفاسد والمصائب القادمة إلينا على ركائب.
سُئل أحد "حاخامات اليهود" عن حملاتهم لتشويه الإسلام: هل تبغون تحويل المسلمين ليكونوا هودًا أو نصارى ؟
أجاب بحسم أكيد: لا !!
بل نريد لهم "إسلامًا شكليًّا" نضع "نحن" "لهم" صورته ومنهجه وشريعته ومسلكه.. كمَثل نموذج: "مكّة استايل".. حيث تُصلي المرأة دون "حجاب" جنبًا إلى جنب جوار الرّجل أو قدّامه بلا ساتر أو باب.. بل وتؤمّه في الصّلاة.. وأحد هذه المساجد موجود بفرنسا.. به حاليًا "إمامتان بالسّروال "الجينز".. مهما اشتعل المسلمون من الغيظ.
هذا الإسلام الشّكلي والتّدين المنقوص.. وحفاوة أعدائنا بموالد الجهل والشّعوذة والتّبرك ببول "البقرة" المقدسة.. تشجيعًا للعقول المغيبة.. في الوقت الذي يسفَّهوننا لو تكلمنا عن فوائد "بول الجَمل" أو حتى "ذبح الحَمَل" !!
يحرصون على تصدير "إسلام استايل" لشبابنا..ولا أعلم لماذا عجّت ذاكرتي بكل هذه الأفكار لدى سماعي للدعوة -بالأمر والإذعان- بالصّلاة على النّبي جهرًا وجماعة.. بقدر معين من دقائق السّاعة !!
تذكرت كذلك الاستياء الذي أصابني حينما شاهدت قيام أحد علماء الدّين - ومعه صديقه الشّهير - بإدخال فرقة "سورية" تغني وتُنشد بأحد المساجد مصحوبة بآلات موسيقية.. و"الجمهور بالمسجد !!" يرقص فرحًا ويتمايل طربًا.
ساعتها تذكرت فرقة "سورية" ثانية تم استقدامها في ليالي "رمضان" بإحدى دول الخلجان.. لتفاجئنا بتلحينها فاتحة "القرآن".. وسط تصفيق وانتشاء لجمهور من الجهلاء والبلهاء.
إذن.. أداء جماعيّ للصلاة على النّبيّ.. بصوت جهوريّ (هل هذا يتفق مع السّنة النّبوية المُشرّفة المُشوَّهة ؟!) مع إغراء المصلين بالحلوى والعصير كي لا ينسلوا من البدعة هاربين.
فاليوم حلقة جهرية بالصّلاة.. وغدًا دروشة وموالد ومَلهاة.. وبعدها "حُسينية" للطم الخدود.. قد لطمناها قبل أن تقررون وتأمرون !!
----------------------------------
بقلم: حورية عبيدة